تأسيس موقع سليم و صحيح بالكامل هو أمر يحتاج الكثير من الإنتباه و التدقيق في أبسط التفاصيل، يذهب البعض للبحث عن تصاميم حديثة و محتوى جاذب ليساعدهم على الإنتشار و الوصول إلى عملائهم بشكل سريع و فعّال و يهتمون بالتفاصيل الظاهرية بصورة أكبر من المحتوى الأساسي و المكوّن للموقع، و يتغاضون بصورةٍ ما عن الإختيار المناسب للمكونات الرئيسية و العوامل المؤثرة بالنسبة لأي موقع.
واحد من أهم العوامل التي تؤثر في إنتشار موقعك و ظهوره على محركات البحث هو تاريخ النطاق الذي يملكه موقعك. قد تسأل و تقول لماذا تاريخ النطاق الذي سأحصل عليه لموقعي مهم؟ ألا يكفي أن أمتلك نطاق لأبدأ موقعي و أطلق خدماتي؟
و الجواب هو أن إمتلاكك لنطاق خاص بموقعك هو أمر جيد و مهم، لكن عليك الإنتباه قبل طلب الحصول على هذا النطاق إلى تاريخه و في أي موقع كان يستخدم من قبل؟
سنستعرض في هذا المقال أهمية تاريخ النطاق الخاص بالموقع الإلكتروني ، و هل هو عامل مهم في ترتيب موقعك في محركات البحث؟
لنبدأ أولاََ بالتعرف على النطاق، و ماهو النطاق الإلكتروني؟
يعرف النطاق الإلكتروني أو ما يسمى بـ Domain بأنه عنوان موقعك الذي تقوم بكتابته أنت أو عميلك على محرك البحث للوصول لموقعك، مثلاََ تقوم بكتابة www.you-it.com للوصول لموقع شركة يو لتقنية المعلومات.
قد تكون محظوظاََ و تحصل على نطاق إلكتروني لموقعك لم يفكر به أحد من قبل ولا يحمل تاريخاََ معيناََ، لكن غالباََ ما يكون لنطاق موقعك مالكين سابقين له وفي هذه الحالة فاحتمالات أن يكون له تاريخ مشبوه أو غير مفهوم كبيرة ولابد من التحقق منها.
و لتاريخ النطاق أهمية كبيرة في ترتيب موقعك و ظهوره في أولى نتائج البحث على جوجل، و ينبغي لمالك الموقع أن يبحث و يهتم بتاريخ النطاق حتى بعد نقل ملكيته من شخص إلى آخر و إستخدامه لأغراض أخرى و نماذج عمل مختلفة. لسوء الحظ الكثير من مالكي المواقع الإلكترونية لا يهتمون بتاريخ النطاق و لا يعرفون أهميته إلا بعد فوات الأوان، لذا أحرص من هذه اللحظة عند تأسيس موقعك الإلكتروني أن تبحث في تاريخ النطاق و تعرف في ماذا أُستخدم من قبل؟
فـ بغض النظر عن أن الموقع الإلكتروني جديد، يعتقد بأن تاريخ النطاق المستخدم فيه هو عامل مؤثر في ظهوره على محركات البحث. قد يكون النطاق المستخدم الآن من قبل عمل شرعي و قانوني يحمل تاريخ إستخدام مسبق من قبل مواقع قرصنة أو نصب أو أي نوع من أنواع المواقع التي لا تقبلها جوجل ولا تُحبذ التعامل معها. بما يعني أنه إذا استخدم الموقع الجديد نطاقاََ يحمل بعض المخالفات أو الشبهات في آلية عمله السابقة قد يوقف أو تُعلق أعماله في محرك بحث جوجل قبل أن يحصل على فرصة تحسين ظهوره في نتائج البحث.
و السؤال هنا، هل هو أمر مهم الإنتباه له؟ أم هو مجرد نظريات فقط؟
تحدثت جوجل عن موضوع تاريخ النطاق و أثره في تحسين ظهور الموقع على محركات البحث في مناسبات عديدة، و صرحت بشكل مستمر أن تاريخ النطاق و كيفية إستخدامه هو عامل مهم و مؤثر في تعاملها الحالي مع الموقع.
تختلف التأثيرات التي يتعرض لها الموقع الذي يملك نطاقاََ يحمل تاريخاََ مشبوهاََ، و تقع بين تأثيرات عالية و متوسطة و بسيطة تنتهي مع الوقت.
أشد هذه التأثيرات تأتي من جوجل، فـ جوجل تفحص محتويات الموقع و تاريخ النطاق و كل التعاملات التي تتم فيه. و وجود أي محتوى أو سلوك مخالف لمعايير جوجل و توجهاتها في الإستخدام يتم بعدها تعليق الموقع أو شطبه من نتائج البحث و عدم ظهوره نهائياََ. في هذه العملية تقوم جوجل بفحص الموقع اوتوماتيكاََ و البحث في سلوك الموقع، وفي بعض الأحيان تتم عملية الفحص يدوياََ بواسطة شخص متخصص و إذا تم اكتشاف أي مخالفات يُعاقب الموقع بشكل مباشر و تعلق نشاطاته و يتم حذفه من قائمة النتائج، و يضطر بعدها مالك الموقع إلا إرسال طلب لجوجل لحل هذه الإشكالية و تسويتها مع جوجل. في هذه الحالة لابد أن تبحث في تاريخ النطاق و أن كانت هناك مخالفات و إشكاليات مع جوجل فيه أو لا، لأن هذه المخالفات لا تُحل بشكل تلقائي حتى وإن تم بيع النطاق لمستخدم جديد و تغيرت طبيعة النشاط المتعلق به.
في حالات أخرى، قد لا يحمل النطاق أية مشاكل أو عقوبات من جوجل لكن يظل تاريخه سيء و سلبي. و هنا يبقى الموقع متأثراََ في نتائج البحث ولا يظهر لكنها مشكلة تتلاشى مع الوقت و تنحل.